Índice

Presentación

Introducción al sufismo

La vida de Šayj Aḥmad al-Tiŷānī

Las condiciones de la Vía Tiŷāniyya

El método de la Vía Tiŷāniyya

Los favores de la Vía Tiŷāniyya

La Fayḍa Tiŷāniyya

Šayj Ibrāhīm Nyasse

Šayj cAbda-l·lāh Djā

Enseñanzas de la Vía Tiŷāniyya

Súplicas de la Vía Tiŷāniyya

Lengua árabe

Fiqh Mālikī

Noticias

Multimedia

Enlaces

Contactar

Exposición y aclaraciones sobre la Tiŷāniyya y los Tiŷānī.

Una defensa de la Vía Tiŷāniyya

Por

Šayj al-Islām Ibrāhīma Nyasse

(Dios Altísimo esté complacido de él y por él de nosotros)


Exposición y aclaraciones sobre la Tiŷāniyya y los Tiŷānī.

Kitāb Ŷawāhir al-Rasā'il

Exhortaciones

Explicaciones doctrinales

Kitāb Ziyādat al-Ŷawāhir

البيان والتّبيين

عن

التجانية والتجانيّين

تأليف

فضيلة شيخ الإسلام

الحاجّ ابراهيم عبدالله نياس

الكولخي

صاحب الفيضةالتجانية

رضي الله عنه


صاحب الفيضةالتجانيةالكبرى

شيخ الإسلام و غوث الأنام

الحاجّ ابراهيم نياس

الكولخي

رضي الله عنه و أرضاه

(المتوفي عام 1975م)


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين و آله و صحابته و تابعيهم بإحسان الى يوم الدين.

"قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين".

التعريف بالطريقة التجانية:

 و بعد فإن طريقة الشيخ أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه التي لقنها أصحابه الميامين و نشروها بدورهم في العالمين و أيد الله بها الإسلام في أقطار عدة هي الأذكار الثلاثة: الإستغفار و الصلاة على النبي بأي صيغة و لا إله إلا الله. و قد أشبعنا الكلام فيها و في التصوف بوجه عام في غير ما كتاب و لمن شاء ان يراجع كتابنا كاشف الإلباس عن فيضة الختم ابي العباس ففيه مباحث علمية في الموضوع هي من فضل الله علينا و على الناس.

و قد عرّف بهذه الطريقة أحد أكابر رجالها و هو شيخ الإسلام بالقطر التونسي سيدي إبراهيم بن عبد القادر الرياحي المتوفى سنة 1266 تعريفاً موجزاً فيه الغنية و الكفاية.

و ها أنا أنقل جواهر حروفه من خط يده مباشرة من صورة شمسية لإجازة كتبها الشيخ الرياحي عام 1244 للشيخ أبي العباس أحمد بن الشيخ سيدي الطاهر الطُليقي، أفادني بها علامة تونس و مفتيها فضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور أطال الله بقاءه، آمين.

لفظ سيدي ابراهيم  الرياحي في التعريف بالطريقة التجانية:

قال الشيخ الرياحي رضي الله عنه:

"الحمد لله! هذه طريقة شيخنا أبي العباس التجاني رضي الله عنه. يقول بعد الاستعاذة و البسملة استغفر الله مائة مرة ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم بأي صيغة لكن بصلاة الفاتح لما أغلق أعظم لما فيها من الثواب العظيم و هي 'اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي الى صراطك المستقيم و على آله حق قدره و مقداره العظيم' مائة مرة، ثم لا إله إلا الله مائة مرة. هكذا تقوله بعد صلاة الصبح و تقول مثل ذلك بعد صلاة العصر و ذلك قوله تعالى: "اذكر ربك في نفسك تضرعاً و خيفة و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال و لا تكن من الغافلين".

و يلي ما ذكر, وظيفة تقولها في الأربع و العشرين ساعة مرة واحدة أي ساعة تيسرت و هي "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم" ثلاثين مرة والصلاة المذكورة خمسين مرة و لا إله إلا الله مائة مرة و جوهرة الكمال اثنتي عشرة مرة و هي: 'اللهم صل و سلم على عين الرحمة الربانيّة و الياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم و المعاني و نور الأكوان المتكونة الآدمي صاحب الحق الرباني البرق الأسطع بمزون الأرباح المالئة لكل متعرض من البحور والأواني و نورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني اللهم صل و سلم على عين الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق عين المعارف الأقوم صراطك التام الأسقم اللهم صل و سلم على طلعة الحق بالحق الكنز الأعظم إفاضتك منك إليك إحاطة النور المطلسم صل الله عليه و على آله صلاة تعرفنا بها إياه'. اه".

 من شروط الطريقة التجانية المحافظة على الفرائض:

تلك هي الطريقة التجانية و من شروطها المحافظة على الفرائض و العض عليها بالنواجذ و آكَدُها الصلوات الخمس بالطهارة المائية و بإتمام أركانها و هو المقصود بالإقامة التي أمر الله بها بقوله "و أقيموا الصلاة"، و بأدائها في جماعة سنيّة غير مبتدعة، "و اركعوا مع الراكعين"، و ان يؤديها في وقتها، "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً"، و بخشوع، "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون".

صلة المريد التجاني بالقرآن:

و زيادةً على هذه الفرائض يؤكَّد على التجاني أن يكون قويّ الصلة بالقرآن تلاوة و دراسة و تأمّلاً.

فإذا كان يحفظ القران فليجتهد لختمه في كل أسبوع مرة و إن استطاع أن يختم في كل ثلاثٍ فذلك الأكمل و لا غرو فان أفضل ما يتقرب به الى الله كتابه المبين كما في الرؤيا الّتي راها أحمد بن حنبل رضي الله عنه بل و كما ثبت كتاباً  و سنة و إجماعاً و عقلاً و فقها.

و أمّا من لم يقدر على تلاوة الثلث كل يوم و لا على تلاوة السّبعِ  فلا أقلَّ من تلاوة حزبين كل يوم أو تلاوة ما تيسر و لو بضع آيات.

أوقات المريد التجاني عامرة بذكر الله:

و تعاليم الطريقة تقضي بتعمير الأوقات بذكر الله تعالى و أفضل الذكر ما جاء في الذكر الحكيم كالباقيات الصالحات "سبحان الله و الحمد الله و لا إله إلا الله و الله اكبر"، و من أفضله أيضاً "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" دبر كل صلاة كما هو معروف.

ميزان التجاني الشرع:

و على و ضوح  هذا المنهاج و مع كونه في الحقيقة منهاج الكتاب و السنة انتقد بعض النلس على السيد الحاج على احرازم مؤلف جواهر المعاني لأنه أفاض في ذكر فضائل هذه الطريقة و مناقب ألها مما لم تحمله حوصلتهم فأذكروا و بالغوا حتى أنكروا على الشيخ أحمد التجاني نفسه و هو الذي أعلن للدنيا كلها قولته المشهورة:

"إذا سمعتم عني شيئاً فزنوه بميزان الشرع فما وافق فخذوه و ما خالف فاتركوه".

و هي قولة لم تدع مجالاً للمنتقد بوجه من الوجوه.

التجانية طريقة علم:

 و كثيراً ما أعلِّقُ على هذا الإعلان المهم بقولي:

إن الشيخ التجاني رضي الله عنه ألزم أتباعه التعلّم و التبحّر في العلم ما استطاعوا الى ذلك سبيلاً لأن الوزن بميزان الشرع وردّ الأمور الى الله و رسوله لا يتأتّي إلا من متعلم.

فالتجانية بناء على ذلك طريقة علم و حكمة. و إن من اتبع الشيخ التجاني ثم ارتكب بدعة ضلالة فما جنى إلا على نفسه و أما الشيخ التجاني فقد بَرِأتْ ذمته بهذا الإعلان التاريخي الذي أيده سلوكه رضي الله عنه وسائر تصرفاته الّتي مبناها ومعيارها السنة المحمدية كما شهد بذلك الخاص والعام.

التجانية طريقة جهاد في سبيل الله:

 و في كتاب الإسلام الصراط المستقيم ص 109 قال فيه ما نصه:

 "و في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) كانت تمبكتو مركز الثقافة  الإسلامية و بعد خمسة قرون أصاب التوسع قوة دفع جديدة عندما تأسست دولة سوكوتو و أخضعت أغلبية السودان الغربي لها بمساعدة الإخوة الصوفية المراكشية– مريدي الطريقة التجانية."

افتراء الكذب على الشيخ التجاني و الدسّ في النسخة المطبوعة من كتاب جواهر المعاني:

و أنا أملك نسخة من جواهر المعاني بخط المؤلف الخليفة الحاج على احرازم برادة رضي الله عنه ، و هي التي كانت في حوزة الشيخ الختم التجاني رضي الله عنه مدة ستة عشر عاماً ، كما حدثني به شيخي و والدي الخليفة التجاني بسنغال الحاج عبد الله بن سيدي محمد (نياس) عن سيدي البشير بن سيدي محمد الحبيب ابن الشيخ التجاني رضي الله عنهم. و سيدي البشير هو الذي أعطى هذه النسخة التاريخية الممتازة لوالدي رحمه الله عام ألف و ثلاثمائة و تسعة و عشرين من الهجرة عندما اجتمع به بفاس المحروسة.

و أقرر هنا حقيقة لها قيمتها العظمي و هي أن النسخ المطبوعة من الجواهر  - و هي المتداولة بين الإخوان – تحتوي على أشياء كثيرة لا وجود لها في نسخة المؤلف.

 تحققت ذلك لأني قد درست كتاب جواهر المعاني عدة مرات لأفواج كثيرة من كبار الطلبة التجانيين و بمحضر جماعات من علمائهم في مدرستي وكنت دائماً أستعمل نسخي المخطوطة و هو يتابعون بالنسخة المطبوعة، و كنت أنبههم دائماً على الزيادات الموجودة في كتبهم و الّتي لا توجد في نسخة المؤلف و من جملة هذه الزيادات المقصد  الأحمدي، فلا وجود له في نسختي أصلاً.

و لقد أخبرت الخليفة التجاني بمصر الشيخ محمد الحافظ بهذه الحقيقة المكتشفة فاستعار مني النسخة ليدرسها مع مجموعة من العلماء التجانيين منهم عمدة مدينة الإسماعيلية و قد ثبت لهم بالدراسة المقارنة صحة ما قلت لهم. و عند ذلك طلب مني الأخ المذكور أن أقرر ذلك كتابة يحتفظ بها و ينشرها عند الحاجة فساعدته على ما طلب.

و إنني على استعداد للتعاون مع كل من يريد بحث هذه المسألة فالنسخة الأصلية المذكورة لم تزل عندي و لله الحمد.

 كما أني اطلعت على النسخة الّتي كتبها الشيخ محمد الحافظ التجاني العلوي الشنقيطي فرأيتها موافقة لنسختي.

 و لا غرو فإن الدس في كتب العلماء قديم و معروف لدى الباحثين، و أسبابة متعددة. و نحن و الحمد لله على بصيرة من أمر طريقتنا التجانية المحمدية المباركة.

 و قد طالعت كتاباً قيّماً ألّفه العلامة القاضي الشيخ احمد مسكيرج سماه جناية المنتسب فيما نسب الى الشيخ التجاني بالكذب وهو كتاب كثير الفائدة في بابه و قد طبع في القاهرة تحت إشراف فضيلة الشيخ محمد الحافظ التجاني.

وصف الترمذي لختم الأولياء:

و قال الترمذي المتوفي في القرن الثالث الهجري عام 279، ص 421 من كتابه ختم الأولياء ما نصه:

"خاتم الأولياء: قال له القائل صف لنا هذا المجذوب الذي وجبت له الإمامة على الأولياء و ان لواء الولاية بيده و ان الأولياء كلهم محتاجون اليه في الشفاعة كما يحتاج الأنبياء الى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم."

قال:

"أما صفته فهو الذي أعلمتك. قال: فيم تقدم الأولياء فاحتاجوا اليه? قال، فانه أعطي ختم الولاية فبالختم تقدمهم فصار حجة الله على أولياءه و قد ذكرت في أول الكتاب سبب الختم و هو ان النبوة أعطيت الانبياء عليهم السلام و لم يعطوا الختم.  فلم تخل تلك الحظوظ من هنات النفس ومشاركتها و أعطي نبينا و ختمت له نبوته كالعهد الذي يكتب ثم يختم فلا يصل أحد الى أن  يزيد فيه و لا أن ينقص منه و قد و صفت شأنه فيما تقدم. و كذلك هذا الولي يسير به الله تعالى على طريق محمد صلى الله عليه و سلم بنبوته مختوماً بختم الله فكما كان محمد صلى الله عليه و سلم حجة على الأنبياء فكذلك يصير هذا الولي حجة على الأولياء بأن يقول الله تعالى لهم، معاشر الأولياء أعطيتكم ولايتي فلم تصونوها في مشاركة النفس و هذا أضعفكم و أقلكم عمراً قد أتى بجميع الولاية صدقاً فلم يجعل للنفس فيها نصيباً و لا تلبيسا. و كان ذلك في الغيب من منة الله تعالى على هذا العبد حيث أعطاه الختم لتقرّ به عين محمد صلى الله عليه و سلم في الموقف حتى قعد الشيطان بمعزل و أيست النفس فبقيت محجوبة فيقرّ له الأولياء يومئذ بالفضل عليهم فاذا جائت تلك الاهوال لم يك  مقصراً و جاء محمد صلى الله عليه و سلم بالختم فيكون أماناً لهم من ذلك الهول و جاء هذا الولي بختم فيكون أماناً لهم بصدق الولاية فاحتاج اليه الأولياء. و للختم شأن عجيب، و لله في ولد آدم عجائب و خلقهم لأمر عظيم و لما عرف العاقل ان الله ولي خلق آدم بيده علم ان هذه خطة فيها أمور عظام و لما عرف أنه سمّاه خليفة علم أن هاهنا عجائب فإن الخليفة له شعبة من ملك المستخلف." إنتهى.

ثناء العلماء و المشائخ على الشيخ التجاني:

 هذا وقد سبق ان ذكرت في كتابي تنبيه الأذكياء نبذة عن موقف علماء الإسلام في شمال إفريقيا و غيره من الشيخ التجاني و ها أنا أنقله هنا بدون تصرف.

و قد أثنى على شيخنا الختم التجاني علماء الملة و المشايخ الأجلة الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب من كل أقطار البلاد و كلهم وصفوه بالعلم و الولاية و العرفان.

 بعض العلماء المغاربة المادحين للشيخ التجاني:

 فممن أثنى عليه من المغاربة العلامة سيدي حمدون ابن الحاج فقد ذكر ولده في كتابه الأشراف انه كان يثني على هذا الشيخ في العلم و المعرفة و يقول انه من الكمّل و انه مدحه بقصيدة منها قوله:

فعليك بالبدر المنير سنا

ابي العباس أعني احمد التجاني

شمس السيادة قطب دائرة الهدي بدر السعادة كوكب الإحسان

بحر الندى مبد لنا حكماً سمت كفرائد في العقد و التيجان

حبر إمام قد سما بمعارج        في الصالحات و لم يكن متوان

 و منهم الشيخ الطالب بن الحاج فقد قال في حاشيته على المرشد عند قوله "يجب للرسل الكرام الصدق"، ما نصه:

"و قال الشيخ العارف بالله سيدي أحمد التجاني أعاد الله علينا من بركاته".

و منهم العلامة الكامل و الشريف الفاضل سيدي جعفر ابن إدريس الكتاني فقد قال في كتابه الشرب المحتضر و السر المنتظر من معين بعض أهل القرن الثالث عشر ما نصه:

"و منهم الولي الشهير و القطب الواضح الكبير الغوث الرباني ابو العباس سيدي أحمد التجاني".

ثم قال:

"و الحاصل أن أوصافه عظيمة و أحواله عجيبة و مقامه في الولاية كبير".

و منهم العالم الأثري سيدي محمد بن جعفر الفاسي ثم المدني الحسني الكتاني فانه قال في الصفحة 180 من الجزء الأول من كتابه سلوة الأنفاس ما نصه:

"الشيخ الواصل، القدوة الكامل، الطود الشامخ، العارف الراسخ، جبل السنّة و الدين، و علم المتقين و المهتدين، العلامة الدراكة، المشارك الفهامة، الجامع بين الشريعة و الحقيقة الخ ...".

و منهم العلامة المشارك المحقق أبو عبد الله سيدي محمد (فتحاً) القادري فانه و صف الشيخ المذكور بقوله:

"العارف بالله مولاي أحمد التجاني".

و هذا مذكور في الصفحة 53 من كتابه رفع العتاب و الملام عمن قال العمل بالضعيف اختياراً حرام.

كما ذكر في حاشيته على البردة عند قول الإمام البوصيري "من لي بردّ جماح...الخ" ان "والده أوصاه بمحبة الشيخ التجاني"، ثم قال:

"إنه لقي شيخه و شيخ والده أبا العباس سيدي أحمد بناني و أشهده أنه يحب الشيخ المذكور".

و هؤلاء من علماء فاس.

 و من علماء المغرب ايضاً العلامة الشهير المؤرخ النسابَة الكبير أبو العباس سيدي أحمد الناصري السلاوي رحمه الله في مواضع من كتابه الاستقصا. فقد ذكر في الصفحة 138 من الجزء الرابع من كتابه المذكور أن "أبا العباس التجاني كان ذا سمت ومشاركة في العلوم".

و قال في الصفحة 146 من الجزء المذكور ما نصه:

"و أما الأولياء، فالقول بمنع زيارتهم سدّاً للذريعة مع بيان العلة و إشهارها بين الناس حتى لا يلتبس عليهم المقصود قول وجيه لا تأباه قواعد الشريعة بل تقتضيه و الله أعلم. و هذا القول هو الذي رآه الشيخ الفقيه الصوفي أبو العباس أحمد التجاني رحمه الله حتى نهى أصحابه عن زيارة الأولياء".

و قال في الصفحة 150 من الجزء المذكور ما نصه:

"الشيخ العالم العارف الإمام أبو العباس أحمد التجاني شيخ الطائفة التجانية".

ثناء العلماء تونس على الشيخ التجاني:

و من أهل تونس الشيخ محمد بيرم الخامس التونسي ثم المصري فانه وصف أبا العباس التجاني بما نصه:

"القطب الصالح سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه".

و ذلك في الصفحة 32 من كتابه صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار. و ذكر هنالك قصيدة لبعض العلماء استغاث بها الشيخ أبا العباس التجاني لما أدركت المضرات حداً من القطر التونسي. و ترجمة محمد (بيرم) هذا مفردة بالتأليف توفي بمصر وبها دفن سنة 1370.

ثناء علماء الشام على الشيخ التجاني:

و من أهل الشام الإمام الفاضل و المحب الكامل سيدي يوسف النبهاني  فقد ذكر سيدنا أبا العباس التجاني في الصفحة 349 من الجزء الأول من كتابه جامع كرامات الأولياء قائلا نصه:

 "إمام العارفين و أحد أفراد أكابر الأولياء المقربين".

و ذكر ايضاً في كتابه سعادة الدارين أن الشيخ التجاني رضي الله عنه ممن أخذ الأوراد والأذكار من النبي صلى الله عليه و سلم يقظة و ذكر فيه أشياء من خواص جوهرة الكمال .

و منهم السيد الولي الشهير و القدوة الكبير محمد فال بن محمد بن أحمد العاقل.

قال:

و أحمد المعروف بالتجاني

ذي العلم و الأسرار و العرفان

و منهم سيدي عبد الله بن أحمد دام، الملحوظ بالإعظام، من أقرَّ بتقدّمه جميع معاصريه و أذعن له من أهل قطره حاضره و باديه. قال:

من كان في مذهب التجاني ممترياً  فإنني لكمال الشيخ

 معتقدُ

من ينظر الكتُبُ التي أفاد بها ينظر كلام محقّ كله

 رَشَدُ

إن الذين تعاطوا ورده فلقد أعيى على العد حصراً منهم العددُ

و ليس يعدم في الإعراج غصن بها             فَيْحُ الفلافي عرجٌ في البعض أو حَرَدُ

إن يأت منتسب ينمي إليه بما          يخالف الحق عقّ الوالدَ

الولدُ
 فاردد عليه بمضمون الثلاثة في قيد عن الشيخ لا يجْمَح بك

 الحسدُ

سُمٌّ وحيٌّ فلا تذهب لتلعقه

إن العقول عن أسباب الردى

 صفَدُ

 ثناء علماء مصر على الشيخ التجاني:

و في كتاب انتشار الإسلام في القارة الإفريقية للدكتور حسن ابراهيم حسن مدير جامعة أسيوط سابقاً ص 44 قال:

"و من الفرق الصوفية التي كان لها أثر كبير في نشر الإسلام في إفريقية، التجانيّة بتشديد الياء و كسر التاء، التي أنشأها أبو العباس أحمد بن محمد المختار بن سالم التجاني (1737 – 1815 م). و كان أحد أهالي قرية عين ماضي ببلاد الجزائر و قد تنقل في البلاد الإسلامية مثل تلمسان و مكة والمدينة و القاهرة و تلمذ لشيوخها ثم أسس طريقة صوفية جديدة. و قد رحل الى الصحراء سنة 1782 م ثم عاد الى فاس سنة 1798م واتخذها مركزاً لنشر دعوته وقضى الشطر الأكبر من حياته متنقلاً لتنظيم شؤون طريقته و يسمى أتباع الطريقة التجانية 'الأحباب' و قد حرم عليهم الانتظام في سلك طريقة أخرى. و يقوم الذكر عندهم عادة على تلاوة و أدعية و صلوات و أوراد معيّنة في أوقات مخصوصة من اليوم".

فهؤلاء هم بعض علماء الملة الإسلامية الذين ليسوا من أهل طريقته ممن أثنوا عليه خيراً.

الناس   أكيس   من   أن يمدحوا   رجلاً

من   غير   أن   يجدوا   آثار   إحسان

 المريدون التجانيون من فطاحل العلماء:

 و أما فطاحل العلماء الذين سلّموا للشيخ التجاني و تمسكوا بطريقته قديماً و حديثاً فلا نطيل بالتعرض لذكرهم و ذلك لإشتهارهم و وفرة عددهم في كل قطر و لله الحمد.

و حسبنا ما قاله العلامة قاضي الجماعة بالمغرب سيدي أحمد سكيرج في كتابه القيّم الإيمان الصحيح ص 60 الذي دافع فيه بقوة عن الشيخ التجاني رضي الله عنه. قال:

"بعض العلماء التجانيين بتونس:

و لو لم يكن من أتباع الشيخ التجاني غير أبي إسحاق الرياحي لكفى أسوة في الاقتداء بسيدنا الشيخ قدس سره. و لا نحتاج إلى التنويه بأبي إسحاق المذكور فان جلالته في العلم و العمل أشهر من نار على علم و بيت الرياحي من العائلات العريقة في المجد من قديم الى الآن و فيهم الخلافة عن سيدنا رضي الله عنه مشهورة و هم البيوت في الحاضرة التونسية المنتسبة للطريقة. و من البيوت التي اشتهرت بالفضل و محبة الشيخ التجاني رضي الله عنه في تونس أيضاً بيت السادة أولاد النيفر بيت العلم الراسخ و بيت السادة أولاد بيرم بيت المجد الشامخ و بيوت أخرى".

ثم يقول:

"بعض العلماء التجانيين بالمغرب و السنغال: و نخص منهم بفاس بيت أولاد كنون و بيت العلويّين المولى عبد الملك الضرير و المولى عبد السلام ابن عمر و غير هم من الأعلام و من بيوت أولاد بنّاني الذين من جملتهم شيخ الجماعة الشيخ أحمد ابن أحمد كلا بنّاني و بيت أولاد القباج و بيت أولاد أبي هلال و بيت أولاد السقاط بيت الولاية و الصلاح و بيت أولاد جسوس برباط الفتح بيت الأمانة و العدالة و غيرهم و ممن لا تحصى بيوتاتهم و أفراد العائلات مع انتشار الطريقة شرقاً و غرباً مثل بيت أولاد الحاج مالك في دكار سنيغال و بيت أولاد الحاج عبد الله أنياس بكولخ سنيغال  و غير هؤلاء ممن أكرمهم الله بالتصديق و السلوك على قدم الجد في هذه الطريق ممن لا يحصرهم عدد".

الإنكار على التجانيين مكابرة وظلم:

ثم يقول سيدي سكيرج:

"فهؤلاء السادة كل منهم أمة و فر الله جمعهم فلقد خاب سعي من نسبهم الى ضلالة ، و أمة النبي صلى الله عليه و سلم لا تجتمع على ضلالة و إخراجهم من دين الإسلام بمجرد فهم شيء على غير وجهه مما لايقول به مؤمن".

انتهى من الإيمان الصحيح لسيدي أحمد سكيرج، ص90–91،مطبعةالنهضة تونس.

 هذا و إنه لمن الأضاحيك أن نرى أو نسمع منتقداً يعترض على هؤلاء الشيوخ الأجلة محتجاً بقوله تعالى، "اليوم أكملت لكم دينكم" الآية، و يقول إنهم اتخذوا أرباباً من دون الله وهذه مكابرة وظلم لأن هؤلاء الشيوخ رضوان الله عليهم لم يحلوا ما حرم الله و لم يحرموا ما أحل الله كما فعل الأحبار و الرهبان من النصارى حاشا لله، و لم يأتوا بشيء خارج عن هذا الدين أبداً.

بل هم بحبل الله معتصمون، و بأهداب السنة مستمسكون، فلم يأمروا إلا بما أمر الله به و رسوله صلى الله عليه و سلم، و لم ينهوا إلا عما نهى الله عنه و رسوله صلى الله عليه و سلم، و وفق الله لاتّباعهم من شاء من عباده، فامتثلوا أوامرهم ما استطاعوا، و صاروا بذلك من الذاكرين الله كثيراً، بل ترقى كثير منهم و لله الحمد الى أن صاروا دعاة للخير.

الإنكار من حيث الفهم:

و الإنكار على الشيخ أحمد التجاني و أتباعه، دليل على صلف وجهل. و نقل الكنسوسي من كتاب الجواهر و الدرر للشيخ الشعراني ما نصه:

  "و سمعته - يعني شيخه سيدي على الخواص - يقول: الخلق على طبقات: عامة، فقهاء، متصوفة، صوفيّة، عارفون، كاملون، مكمّلون، أقطاب، فكل من كان في مرتبة من هذه المراتب ينكر ما وراءها ضرورة لعدم ذوقه له فالفقيه ينكر على المتصوّف، و المتصوّف ينكر على الصوفي، و الصوفية تنكر على العارف، و هذا لا ينكر على أحد لمروره على المراتب كلها. قال، و مرادنا بالإنكار من حيث الفهم، لا الإنكار من حيث الأحكام الشرعية".

 تمسك التجانيين بالكتاب و السنة:

و يعترف كل منصف ان الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه كان مداوماً لذكر الله آناء الليل و أطراف النهار و يأمر أصحابه بذلك: و اذا كانت الأعمال التي يقوم بها التجانيّون كلها من مكفرات الذنوب فلا غرابة في قول من قال أن من لازمها غفرت ذنوبه و الظن بالله جميل.

 هذا و أصحاب الشيخ التجاني رضي الله عنه هم أهل الطهارة المائية و إتقان الصلاة و هم أهل القرآن حفظاً و تلاوة ، و أهل الإنفاق و هم أهل الصيام و أهل الحج و الجهاد.

 و هذا بإرشادات الشيخ أحمد التجاني الفاني في محبة الله العالم التقي الزاهد الورع المتبتل الى الله تبتيلا.

 التجانيون و التجانيات من الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات:

 و في الجواب المسكت للعلامة العارف بالله الفقيه محمد الكنسوسي لسان الطريقة ما نصه:

" ... و إنهم (يعني أهل الطريقة التجانية) والله من خير هذه الأمة، و هم بِحَمْدِ الله مطهّرون من كل مذمّة، و كيف لا و هم الصائمون القائمون يدعون ربهم بالغدَاة و العشي يريدون وجهه فمنهم من لا يعرف المنام بالليل أصل،اً و منهم من لا يعرف الطعام و الشراب بالنهار إلا في الأعياد، و منهم من لا ينقص ورده عن عشرةآلاف من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم بصلاة الفاتح لما أغلق بين اليوم والليلة".

التجانيون ملامتية:

ثم يقول سيدي الكنسوسي:

"و لا يدعون دعوى و لا مزيّة و لا خصوصيّة و لا تمييزاً عن الجنس ، كلّ ذي حرفة في حرفته و كل ذي شغل في شغله مع أن منهم المتصرفين في الكون بالأحوال الصادقة لا بالخواص و الاستعدادات الطبيعية فلا شك أنهم السادات الملامتية الذين رئيسهم ذو الخلال أبوبكر الصديق الأكبر رضي الله عنه".

ليست الأوراد التجانية بدعة:

الحاصل أن هذه الأوراد من أوراد الرسول صلى الله عليه و سلم، و أهلها جربوا منفعتها، و لا منفعة أعظم عند المسلم الحق من دوام ذكر الله و الدعوة الى الإسلام بالقول و العمل. و إنّا لا نكفّر مسلماً، لأن تكفير أحد من أهل القبلة من الصعوبة بمكان، و لكن من تحامل علينا و كفّرنا كفّرناه لأنه كفّر من ليس بكافر: "فقد باء بها أحدهما".

و الحق أنه إذا جلس متعلم بجانب عالم و طلب منه أن يعلمه ما يذكر دبر الصلوات فقال له 'المعقبات' و هي كذا و كذا و العدد كذا و كذا و ما يقال في الصباح و المساء و عند الوضوء و عند النوم و عند الوتر و عند الطواف مثلاً، لم يكن السائل مبتدعاً و لا المعلم كذلك.

الأوراد التجانية أوراد محمدية:

 قال العلامة أبو بكر الديماني الشنقيطي:

أو كفر بالله أن قال عبد               مخلصاً   لا   إله   إلا   الله

أو أن أستغفر الإله يرجّى     

منه  غفران  ما   جنته  يداه

إن يكن ذا يا أيها الناس كفراً

فالزموا الكفر تحمدوا عقباه

و هذه الأذكار لو أمر بها الشيطان لوجب الامتثال بدليل حديث "لقد صدقك و هو كذوب" فما بالك إن أمر بها وليّ من أَولياء الله و هي أوراد النبي صلى الله عليه و سلم تسامح الناس فنسبوا بعضها الى الشيخ عبد القادر رضي الله عنه و إلى أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه و إلى الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه و الكل شيء واحد و هي أوراد محمدية لا غير و إنما هي ذكر الله لا ذكر غيره.

سنية الأذكار التجانية:

و نختم هذه الرسالة بذكر بعض ما ورد من مكفرات الذنوب ليهلك من هلك عن بينة و يحي من يحي عن بيّنة.

و قد جمع تاج الدين السبكي في طبقاته الشافعية الكبرى جملة صالحة و أنقلها هنا برمتها:

 قال: "أخبرنا محمد بن محمد بن عريشاء بن أبي بكر الهمداني قراءة عليه و أنا أسمع قال: أخبرنا إسماعيل ابن إبراهيم ابن أبي اليسر حضوراً في الرابعة أخبرنا الخشوعي سماعاً و إسماعيل الحدوي إجازة قالا أخبرنا هبة الله بن أحمد الأكفاني أخبرنا الحسين بن محمد الحناي حدثنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصاص الدعاء حدثنا أحمد بن ابراهيم البوشنجي حدثنا أبو ضمرة عن عبد الله ابن أبي قتادة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:'من قال اشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله فدل بها لسانه و اطمأن بها قلبه لم تطعمه النار'. و ليس لعبد الرحمن بن فروخ عن عبد الله ابن أبي قتادة عن أبيه شيء في الكتب الستة."

رجحان لا إله إلا الله في ميزان:

"أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي السعدي القاضي و أبو بكر محمد بن عبد الغني بن محمد بن أبي الحسن الصعبي و عبد المحسن بن أحمد بن محمد الصابوني و أحمد بن أبي بكر بن طي الزبيري قرائة عليهم و أنا حاضر أسمع في الرابعة بالقاهرة و أبو العباس احمد بن علي ابن عبد المحسن الحنبلي بقراءتي عليه بالقاهرة قال عبد الغفار و عبد المحسن و أحمد بن أبي بكر أخبرنا المعين و ابن علان زاد ابن الصابوني و ابن عزون و قال الصعبي أخبرنا اسماعيل بن صارم و قال الجزري أخبرنا خطيب مردا و قال الميدومي أخبرنا ابن علان قالوا جميعاً أخبرنا البوصيري أخبرنا مرشد ابن يحيى أخبرنا ابن حمصة أخبرنا حمزة بن محمد أخبرنا عمران ابن موسى بن حميد الطبيب حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث ابن سعد عن عامر بن يحيى المعافري عن أبي عبد الرحمن الجبلي قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع و تسعون سجلاً كل سجل منها مدّ البصر ثم يقول الله تعالى: (أتنكر من هذا شيئاً؟) فيقول: (لا يا رب) فيقول الله عزوجل: (ألك عُذْرٌ أو حسنة؟) فيهاب الرجل فيقول: (لا يا رب) فيقول الله عزوجل: (إن لك عندنا حسنات و إنه لا ظلم عليك) فيخرج له بطاقة فيها: (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله) فيقول: (انك لا تظلم) قال فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة".

الجزاء على لا إله إلا الله من محض كرم الله:

رواه الترمذي عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن الليث ابن سعد نحو ما رويناه "فثقل البطاقة" ربما يفهم منه ان الشهادتين كفرتا تلك المعاصي و ليس ببدع و لا مستكثر على كرمه سبحانه و تعالى أن يجعل الشهادتين مكفرتين للمعاصي الماضية و سيأتي من الأحاديث ما يدل على ذلك بل وربما كفرت الأعمال السيئة المستقبلة.ألا ترى الى أهل بدر و قول النبي صلى الله عليه و سلم:

"لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال:'اعلموا ما شئتم فقد غفرت لكم'".

و في حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:

"من قام شهر رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر".

و "من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر".

و في الصحيحين:

"من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".

و في صوم عرفة أنه "يكفر السنة التي قبله و التي بعده" و في عاشوراء أنه "يكفر التي قبله" و في صلاة الجمعة قال صلى الله عليه و سلم:

"من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدّر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من الخطبة ثم يصلي معه غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى و فضل ثلاثة أيام".

و حديث "الإسلام يهدم ما قبله و الحج يهدم ما قبله و العمرة تهدم ما قبلها" صحيح.

لا إله إلا الله هي أحسن الحسنات:

و روى الطبراني في كتاب الدعاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال:

"قلت يا رسول الله علمني عملا يقربني من الجنة و يبعُدني من النار ، فقال: 'إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها'. قلت: يا رسول الله: لا إله إلا الله من الحسنات? قال: 'و هي أحسن الحسنات'."

و هذا الحديث أصله حديث:

"أتبع السيئة الحسنة تَمْحُهَا".

و مما يدل على ما ذكرناه، مع أنّا نعلم أنه لا بد من تعذيب العصاة ضرورة، و ورد الخبر الصادق به، و ربما و قع هذا لبعض الأفراد دون بعض فضلاً منه سبحانه و إحسانا، و لعلّ هذا المسكين لما رأى معاصيه قد تكاثرت و اضمحلت حسناته بالنسبة اليها حصل له من الكسرة و التذلل و الانقياد ما كان سبباً لورود هذا الإنعام عليه جبراً لكسره.

 من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة:

و نذكر هنا حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي الدرداء:

" ناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله و ان محمداً رسول الله دخل الجنة".

شهادة أن لا إله إلا الله كفارة:

"أخبرنا أبو الفضل بن الضيا أبو عبد الله الخباز قراءة عليهما و أنا أسمع، قال الأول: أخبرنا علي بن أحمد و زينب بنت مكي، و قال الثاني أخبرنا أحمد بن أبي بكر و علي بن محمد بن نبهان سماعاً إلا ابن ابي بكر فقال حضوراً أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا ابن حصير أخبرنا ابن غيلان أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن هشام المروزي و أحمد بن هارون الحافظ قالا حدثنا حسين بن علي بن الأسود حدثنا عمر العنقزي حدثنا مبارك بن حسان عن عيسى ابن ميمون عن أبي المعتمر عن أبي بكر الصديق رضى الله عنه قال:

سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كفارة أحداثنا فقال:

"شهادة أن لا إله إلا الله"

و قال أحمد بن هارون: 'سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كفارة أحداثنا'، ليس هذا الحديث من رواية الصديق رضي الله عنه في شيء من الكتب الستة."

لا إله إلا الله تأتي على الذنوب:

و فيما أخبرنا به محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بقراءتي عليه أخبرنا الشيخان أبو محمد سعدالخير ابن عبد الرحمن ابن أبي الفرج النابلسي و أبو الفضل يوسف بن محمد الشافعي قال سعد الخير أخبرنا زين الأمنا ابو البركات الحسن بن محمد ابن عساكر أخبرنا محمد بن حمزة السلمي أخبرنا جده أبو الحسن علي و الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قالا أخبرنا ابو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن أبي نصر و قال يوسف أخبرنا أبو طالب محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن صابر أخبرنا والدي أخبرنا ابو الحسن علي بن الحسين الموازيني و الشريف أبو القاسم الحسيني قالا أخبرنا ابن أبي نصر أخبرنا أبو بكر يوسف ابن القاسم المنا بجي أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي ابن المثني الموصلي الحافظ حدثنا عمر بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبي حدثنا مستورد أبو عبد الله الهناي حدثنا ثابت عن أنس قال:

"جاء رجل الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: 'يا رسول الله ما تركت حاحة و لا داحة الا و قدْ أتيت'.

قال(صلى الله عليه و سلم):

'أليس تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله؟'

قال: 'نعم'.

قال(صلى الله عليه و سلم):

'فإن ذلك يأتي على ذلك'."

لم يخرج لمستورد عن ثابت عن أنس في الكتب الستة شيء بهذا الإسناد إلى أبي يعلى.

لا إله إلا الله نجاة لشاهدها:

حدثنا الحسن بن شبيب "ح" و أخبرتنا فاطمة بنت عبد الرحمن بن عيسى الدباهي و فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر و أحمد بن علي الجزري قراءة على الأوليين و أنا أسمع و بقراءتي على الثالث قالوا: "أخبرنا إبراهيم بن خليل" قالت الأولى "سماعاً" و قال الآخران  "حضورا"ً أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن الخرقي و أخبرنا أبو الحسن الموازيني أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي المازني أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن أخبرنا أبو شيبة بمصر حدثنا عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم حدثنا الكوثر ابن حكيم عن نافع عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:

"قلت: يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر الذي نحن فيه؟

قال(صلى الله عليه و سلم):

"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أني رسول الله فهي له نجاة".

اللفظ لرواية أبي يعلى.

و سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال:'رواه عبد الله ابن مطيع و الخضر بن محمد بن شجاع و الحسن بن شبيب عن هشيم عن كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر عن أبي بكر.

و رواه أحمد بن منيع عن هشيم عن كوثر عن نافع مرسلاً عن أبي بكر و شك في ابن عمر و عند أحمد بن منيع يرويه مرسلاً بلا شك'. انتهى كلام الدارقطني.

كفّر يمينك بقولك لا إله إلا الله:

و أخبرنا الحافظ ابو الحجاج المزي كتابة أخبرنا ابو الفرج ابن قدامة و أبو الحسن بن البخاري و زينب بنت مكي قالوا أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الشخير حدثنا إبراهيم بن محمد الكندي حدثنا فضل بن يعقوب الجزري حدثنا مخلد بن يزيد أخبرناروح بن القاسم حدثنا عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس قال:

"جاء رجلان الى النبي صلى الله عليه و سلم أحدهما يطالب صاحبه بحق فسأل الطالب البيّنة فلم تكن له بيّنة فحلف الآخر بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليّ حق. قال فأتي النبي صلى الله عليه و سلم فأخبر أنه كاذب فقال(صلى الله عليه و سلم):

'أعطه حقه و أمّا أنت فكفّر عن يمينك بقولك لا إله إلا الله'."

لا إله إلا الله عصمة لقائلها:

رواه ابو داود و النسائي من حديث أبي الأحوص و غيره من عطاء بن السائب مطوّلاً و محتصراً.

أخبرتنا أم عبد الله زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم المقدسية قراءة عليها و أنا أسمع في شهر ربيع الأول سنة أربعين و سبعمائة عن أبي محمد عبد الخالق بن الأنجب ابن المعمر النشتبري أخبرنا ابو الفتح عبيد الله بن عبد الله ابن محمد بن شاتيك الدباس ببغداد أخبرنا الإمام أبو عبيد الله محمد بن عبد الباقي الدوري بانتقاء الحافظ أبي عامر محمد بن سعدون بن مرجى العبدري أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الشيرازي أخبرنا عبيد الله ابن أحمد المقري حدثنا نصر بن القاسم أبو الليث القرايضي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق و حدثني الزهري عن عطاء ابن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد قال:

"سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت:

'أرأيت لو أن رجلاً ضربني بالسيف فقطع يدي ثم لاذ مني بشجرة فقال: - لا إله إلا الله -أقتله؟

قال (صلى الله عليه و سلم):

'لا'، مرتين أو ثلاثاً ثم قال:

'إلا أن تكون مثله قبل أن يقول ما قال و يكون مثلك قبل أن تفعل ما فعلت'."

هذا حديث صحيح من حديث محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن عبد الله بن شهاب الزهري أخرجه الشيخان في صحيحهما من طرق شتيّ.

لا إله إلا الله كنز:

أخبرنا ابو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام بن حسان التلي قراءة عليه و أنا أسمع أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح بن عوة سماعاً "ح" و أخبرنا أحمد بن علي الجزري بقراءتي عليه مرة و قراءة عليه مرة و أنا أسمع أخرى أخبرنا أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن أحمد خطيب مردا حضوراً في الخامسة و ابن عوة المذكور إجازة قالا أخبرنا هبة الله ابن علي البوصيري أخبرنا أبو جعفر يحيى بن المشرف ابن علي التمّار أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد ابن نفيس المقري أخبرنا السين بن علي بن الحسين بن بندار أخبرنا أبو طاهر الحسن ابن أحمد بن ابرهيم بن فيل الأسدي البالسي الإمام بمدينة أنطاكية حدثنا الجوهري حدثنا بشر بن المنذر عن الحارث عن عبدالله اليحصبي عن ابن حجيرة عن أبي ذر يرفعه:

"ان الكنز الذي ذكر الله في كتابه لوح من ذهب مصمت فيه: 'بسم الله الرحمن الرحيم، عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، عجبت لمن ذكر النار ثم يضحك، عجبت لمن ذكر الموت ثم غفل،لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم'."

ابن حجيرة اسمه عبد الرحمن خولاني مصري و ليس هذا الحديث من روايته في شيء من الكتب الستة.

و أخبرنا محمد بن اسماعيل الحموي قراءه عليه و أنا أسمع أخبرنا ابن البخاري أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري و أبو البدر الكرخي قالا أخبرتنا خديجة بنت محمد الشاهجانية أخبرنا أبو الحسين محمد ابن أحمد ابن سمعون الواعظ حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله ابن أحمد الدورقي حدثنا محمد بن يزيد ابن ابن حبيش حدثنا محمد بن جعفر المخزومي عن المغيرة بن زياد عن الشعبي قال:

قال ابن عباس:

"الكنز الذي ذكر الله في كتابه 'و كان تحته كنر لهما' لوح  من ذهب مكتوب فيه: 'أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، و عجبت لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن اليها'."

لا إله إلا الله على أذن سمكة:

أخبرنا محمد بن اسماعيل الحموي قراءة عليه و أنا أسمع أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك المقدسي أخبرنا داود بن أحمد بن ملاعب أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر الارموي أخبرنا أبو القاسم يوسف ابن محمد بن أحمد المهرواني أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال:

سمعت الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار يقول:

"كنا خارجين من مصر الى إفريقية في البحر فركدت علينا الريح فأرسينا الى موضع يقول له اسطرون و كان معنا صبي صقلبي يقال له أيمن وكان معه شصّ يصطاد به السمك. قال، فاصطاد سمكة نحواً من شبر أو أقل. قال، و كان على ضفة أذنها اليمنى مكتوب 'لا إله إلا الله'، و على قذالها و ضفة أذنها اليسرى، 'محمد رسول الله'، و كان أبين من نقش على حجر. قال فقذفناها في البحر و منع الناس أن يتصيدوا من ذلك الموضع حتى أو غلنا".

لا إله إلا الله على عارضتي الجنة:

و ذكر الحافظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي في كتاب الفردوس الذي أصله لوالده الحافظ شيرويد أنّ ابن الآل قال:

"حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن مسعود الزاهد القزويني قال حدثنا عبد الله بن زياد البغدادي حدثنا علي بن عاصم عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه،  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

"لما عرج بي الى السماء دخلت الجنة فرأيت في عارضي الجنة ثلاثة أسطر مكتوبات بالذهب:

الأول 'لا إله إلا الله محمد رسول الله'

و الثاني 'وجدنا ما قدمنا وربحنا ما أكلنا و خسرنا ما تركنا'

و الثالث 'أمة مذنبة ورب غفور'."

و الله يلهمنا الصواب و يوفقنا لصالح القول و العمل.

لا تحسبوا أن تهينونا و نكرمكم

و أن نكف الأذى عنكم فتؤذونا

و خير الكلام ما قلّ و دلّ، و على الله قصد السبيل و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.

أرجوزة في الطريقة التجانية و أورادها:

و ها أنا أثبت أبياتاً جميلة من الرجز نظمها أوحد زمانه علماً و تقىً و عدلاً و ورعاً آخر القضاة العدول العلامة سيدي مَحَنْضَ بابه الديماني ناصحاً و مبيّناً محاسن هذه الطريقة أعلى الله في الخافقين منارها قال:

الحمد لله الكريم الهادي

قدوتنا لأسهل الأوراد

فشاكل الحنيفية البيضاء

           لكونه سمحاً كما أضاء

ثم أسلّم   كما   أصلّي

على النبي الخاتم المجلّى

  من بلغ الوحي كما قد أمرا         فخص بالسر و أفشى المظهرا

و آله و صحبه الهداة

الى طريق الرشد و النجاة

و كل من تبع بالإحسان

طريقهم كشيخنا التجاني

وبعد فليعلم قريب وبعيد

أن الموفَّق لها هو السعيد

قد أفرطت طائفة المُجَّان

إذأنكروا طريقة التجاني

نهوا عن الطريق من أرادها

و أنكروا لعالم أورادها

أليست الأوراد ذكر الله

والنهي عنه منكر يا ناهي

و الله قد أمر بالإكثار

من ذكره، يا منكر الأذكار

و لم يخص وصفه أو نوعه

فلا يكون شيء منه بدعه

إذْ كل ما بلا تخصيص

كان على العموم في المنصوص

  و أنكروا جوهرة الكمال            لوصف هذا الدين الإكمال

و جهلوا شمول الأمر بالصلاة          على النبي فكل صيغة صلاة

  و لم تزل أقطاب الأولياء            تأخذ عن إمام الأنبياء

     بعد منامه علوم السر                     كالشاذلي في أخذ حزب البحر

و صافح السيوطي عند القاهرة        بيده يد النبي الطاهرة

      نسبوا لشيخنا التجاني

                أن نسب الرسول للكتمان

     لجهلهم ورود هذا الورد

                 في نص الآيات بغير ردّ

  و أنكروا كون الثياب تنشر          لأجل تعظيم النبي اذ يحضر

    و أنكروا كون النبي يحضر

      صلاتنا لأجل علم يقصر

    قد نشر الصّدّيق للملائك              

     ذكر ذاك صاحب الحبائكْ

و مع ذا فأبلغ التعظيم

من اكتفي بالظن و التوهيم

و لم يقل لو جاءنا يقينا                لكنت أفرش له الجبينا

   وأنكروا الجهر و الاجتماعا         للذكر و هو جائز إجماعا

   جرى على ذلك مذ أعصار        شرقاً و غرباً عمل الأمصار

و وقع الإجماع بعد الخلف

        فيه فجاز اليوم دون خُلْفِ

قد وزنوا  أحكامهم بالطبع

و لا يرون وزنها بالشرع

  فكلما لاءم طبعهم فحقّ    

و ما يخلفه فباطل زهق

  فلم يروا لحجة يردّون

        و ربهم عن ذكره يصدّون

   علامَ لا يخشى الذي قد صدّا

        عن ذكر ربّ، كونه مرتدّا

   فعمر  لا  يا  من  النفاقا           من نفسه و قد سما وفاقا

أعاذنا الله بحسنى دائمه

 ربّي و عمنا بحسن الخاتمة

من قصيدة لأمير المؤمنين محمد بللو في مدح الشيخ التجاني:

و أذكر هنا شيئاً من قصيدة أمير المؤمنين محمد بللّو ابن الشيخ عثمان ابن فودي أمير دولة سكتوا يمتدح بها شيخه الختم أحمد التجاني رضي الله عنه و أرضاه و عنا به آمين. قال:

   قف بالمنزل سل أطلال أوطان              عن ساكنيها و عن ديار خلاّن

 دع عنك سلمى وهنداوالرباب وسل عن حالهنّ بها من بعد أزمان

 دع عنك تذكارها لا نفع فيه ولا     يغنيك شيئاً سوى تهييج أحزان

 قدأقفرتْ بعدها قدماً و قاطنها        من بعدهن أقاطيع لريئان

    بل فاذكرنَّ أخلاّء ألفتهم          بذلك القطر حدْ عن ذكر غزلان

  هم الذين علوا قدراً فويق سما        و شاع ذكرهم بفضل رحمان

   لا تركنَنّ الى من دونهم أبداً       

 لا يحجبنّك منهم غلظ حيطان

 لا ترضيّن بحظ دون حظهم إن

  كنتَ رائمَ أفضال و إحسان

  هم الملوك فما ملك لغير هم

 أهل المنازل نالوا كل رضوان

   لا يشغلنك عن استعداد عدتهم     آراء من غرقوا في بحر طغيان

  ثب و انتهج بنهجهم لله مستلماً

        و سائلاً منه توفيقاً برضوان

  ورد مواردَ هم واشرب مشاربهم            واحضر محاضرهم حبّاً لرحمان

  وانزل منازلهم واذهب مذاهبهم      وازرع مزارعهم شمّر تكن دان

   لهم برازخ لا تعطى لغيرهم         حسن رعى و تخصيص بتجاني

فنسأل الله توفيقاً بجاههم و

 جاه شيخهم المشهور تجاني

   بجاهه رب فاصفح عن جرائمنا    

        و نجّنا ربنا من حرّ نيران

  واجذب عبيدك للحضرات منكشفاً له الحجاب بحاه الشيخ تجاني

   حتى يطالع أنوار الجلال بلا                 شَوْبٍ لنفس و لا حظ لشيطان

   كيما تؤنسه بشهود ذاتك في               حضرات ملكك من تلبيس أكوان

  ربي سألتك بالمختار سيدنا                   سلم وصل عليه طول أزمان

  ولترضى عني وتغفر كلما عملت            جوارحي بأبي العباس تجاني

  و أن تكشّف عن عينيّ حجبهما             حتى أراك بتحقيق و إيقان

  و أن تثبتنا في ورده أبداً              و أن تجاورنا في دار رضوان

 و أن تبلغا أقصى مطالبنا

و أن تملكنا أرسان عرفان

و أن تفيض مياه القدس ماحقةً

لكل ما قد دجت من قشر أدران

 وأن تسامحناعن كل معصية

 أن تبوأنا جنات رضوان

   و أن تخلِّط حب المصطفى بدمي           كيما أصاحبه في كل أحيان

  واستر عيوبي بستر منك ياسندي             لا تهتك الستر يا ربي بتجاني

  السيّد الماجد السباق أسمح من               أعطى و أعلم من أصحاب عرفان

  بحر النوال و كهف الأمن لائذه             يوتى الجنان ينجّي شر نيران

   مولاي مولاي قد أعطيتَ مرتبةً            يكل عن دركها أصحاب عرفان

  قد شاع فضلك في الآفاق منتشراً    أنوار صدرك تهدينا لرحمان

 ان كان كل شريف الأصل ذاشرَفٍ         لأنت أشرفُهم من عند رحمان

   لأنت أرفعهم قدراً منزلةً            بنيل عز و تفضيل و رضوان

قد كان جدُّك في الأرسال خاتمةً

و كنتَ خاتمةَ الأقطاب تجاني

   فذاك إرثٌ حقيقيٌّ فليس يرى     

من يدَّعي ذاك إلاّ أنت تجاني

   لأنت سيدهم طرّاً بأجمعهم         رغماً لكل عنيد أهل خذلان

  أنوار وجهك تهدي كل قاصدها    ونور صدرك يهدي أهل عرفان

    طلبتَ كل مقام عند سيدناو

   نلتَ ما نلت من فيضٍ و إحسان

    فضائل قرعت أسماع حاسدكم            فبات من حقده في نار خزيان

    لله درّك من بحر المعارف، ما              زالت فيوضك تروي كل ظمآن

  فنسأل الله من بركات وجهك أن   ينيلنا بك رضواناً برضوان

  وأن يزيد لنا علماً و معرفةً           بعظم قدرك من سر و إحسان

تقريظ رسالة البيان و التبيين:

قال العلامة العارف بالله الشريف المنيف سيدي أحمد محمود ابن السيد محمد الكبير العلوي التجاني المديني مقرظاً رسالة البيان و التبيين عن التجانية و التجانيين، فقد قال و أفاد:

يامن يريد على التجاني برهاناً

يشفي الغليل أحاديثاً و قرآنا

 فلتقصد الشيخ أو تنظر رسالته فيه ترى الحق بالبرهان مزدانا

    رسالة تجمع الموضوع أجمعه               مع قلةاللفظ تفصيلاً و تبيان

  أبانت الورد في الأصلين متّضحاً             بالنص نفلا وتحديداً و أركانا

     و أيدته بأنقال مصححة

        عن الثقات فبله الزور بهتانا

  و بيّنت في ختام القول خاتمة للمبتغي لجميع الذنب غفرانا

لا غرو إن أخرج البحر الغطمطم

ما      يحير الفكر ياقوتاً و مرجانا

   ما خط في مهرق يوماً بمزبره               إلاّ احتقرت له قساً و سحبانا

تلك المكارم لا الحربا ملابسها

تخضرّ حيناً و قد تغبرّ أحيانا

 

Centro de Estudio y Difusión de la Vía Tiŷāniyya